في البدايه أحب أن أوجه نصيحه لمن لا يتقبل الرأي الآخر .. بأن لا تتعب نفسك وتقرأ البوست للأخير لأن الكلام الموجود فيه لن تقبله وستقول بأني أنسان متجني وزنديق ألخ من هذه الكلمات .. فنصيحه مني لك لا تقول هذه الكلمات لأني تعودت على سماعها وقمت أبتسم لسماعي السباب لأن من يسب خانته الحجه والمنطق.. لكن ادعوك بأن تحترم رأيي مثلما أحترم رأيك بعيدآ عن السب والشتم. ولنبدأ
الكل يعلم يا أخوان أنه الأسلام نشأ ببيئه صحراويه قاسيه حيث كان قبل ظهور الأسلام الصراعات بين القبائل العربيه بسبب قله الموارد الطبيعيه والتنازع على الأراضي المزروعه أو ذات الموارد المائيه ..
فكان كثره القتال بالجزيره العربيه شئ شائع والهدوء هو الذي كان المستغرب في ذلك الوقت.. ناهيكم على الحروب التي تقوم على الثأر لمقتل أحد أفراد القبيله على يد اخر من قبيله أخرى وفي بعض الأحيان من القبيله نفسها لكن بأختلاف البطون للقبيله..
لكن بنفس الوقت كانت هناك مدن تتمتع بنوع من الأستقرار وشهدت حياه تلامس الحياه المدنيه الموجوده آنذاك ببلاد الشام وفارس..
ومن بين هذه المدن
مكه التي يوجد بها البيت الحرام وكانت العرب تحج أليه بموسم الحج وكانت الرفاده والسقايه وتأمين سلامه الحجاج من أختصاص قريش مما أعطاها مكانه خاصه بين القبائل العربيه حتى أن بيوت ساده قريش كانت مجاوره للحرم حتى يتمتعوا بحصانه مستمده من حرمه البيت العتيق..لكن مثلما قلت شح الموارد الطبيعيه ينسحب على مكه حيث الحر الشديد وقساوه المناخ بالأضافه لجغرافيه الموقع .. حيت ان مكه تحيطها الجبال من كل ناحيه وممرات هذا الجبال مليئه بالصخور القاسيه.. ألا بعض المنافذ..
ويقول ياقوت الحموي بكتابه معجم البلدان الجزء الخامس صفحه 187:
وبناء مكه من حجاره سود وبيض ملساء, حاره بالصيف ألا أن ليلها طيب, وقد رفع الله عن اهلها مؤونه الأستدفاء,وأراحهم من كلف الأصطلاء, وليس بمكه ماء جار ومياهها من السماء, وليست لهم آبار يشربون منها, وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الأدمان على شربها, وليس بجميع مكه شجر مثمر ألا شجر الباديه (النخيل).لذلك عندما اتى الأسلام حاول أن يرغب الناس فيه عن طريق الجنه وما فيها من أنهر وفاكهه لشد أنتباه الناس والدخول بالاسلام وتعويض النقص الموجود لديهم بالدنيا بالآخره والفوز بالجنه..وهناك أيات كثيره بوصف الجنه ..لكن كان هناك العقبه الرئيسيه لمحمد بنشر دعواه في مكه وهم أهله وسادات قريش الذين رأووا بالدين الجديد نقض لمكانتهم وتحقير لآلتهم التي عبدوها على مر السنين..
لذلك كان خطاب محمد بمكه خطاب يريد جمع الناس حواليه ولا يريد التفريق.. كان يريد محمد أن يعبدوا آلهه بالتراضي وليس بالقوه..
لذلك نرى اغلب الآيات المكيه كانت تخاطب الناس :
أيها الناس بغض النظر عن أذا كان مؤمن او كافر ولم تكن بالآيات المكيه أحكام عن الزنا أو شرب الخمر ..حتى مثلما قلت يجمع اكبر قدر من البشر..
لكن عند هجره محمد ألي المدينه واستقراره بالمدينه بعد ما لقيه من الهجر والتشريد بمكه تغير الخطاب القرآني من أيها الناس الي أيها المؤمنين وتم فرض الأحكام لشارب الخمر والزاني والزانيه..
وعند أستمرار محمد بالمدينه أستمر الخطاب القرآني بالتفصيل حتى وصل ألي اليهود والنصاري ومن ليس من المسلمين فهو كافر وأن كان من اهل الكتاب .. لأن كان اهل الكتاب هم من قام يحج محمد بالنبوه بعدما كان يحجه ساده قريش..
لكن بنفس الوقت كان لمحمد هدف وهذا الهدف هو فتح مكه ونشر الأسلام بالقوه لذلك دخل بحروب مع قريش منها حرب بدر وحرب احد والخندق.. حتى عمل مع قريش صلح الحديبيه بعدما رفضت قريش دخول محمد لمكه للحج..
وعندما أمن محمد جانب قريش تفرغ لليهود وحاول بقوه السيف أن يدخلهم للأسلام حتى انه ذهب اليهم لخيبر بعدما طرد بنو القينقاع وبنو النضير.. وقتل رجال بنو قريظه عن بكره أبيهم بعد معركه الخندق بسبب خيانه اثنين منهم..
لذلك توسعت الدوله المحمديه نوعآ ما وخرجت عن حدود المدينه وعند فتح مكه تفرغ محمد لقبائل الطائف حتى يسلموا ..
وعند فتح الطائف لم تكن هناك مدينه ذات موارد طبيعيه أو اقتصاديه وألا بيد المسلمين :الطائف وخيبر ومكه والمدينه
ليتفرغ بعدها محمد بأرسال الكتب لملوك فارس والشام والتخيير بين الدخول بالأسلام أو الجزيه أو القتال..
وشئ طبيعي أن يرفض ملوك تلك الدول لأنهم لم يحاربوا المسلمين وليس لهم دعوه لا من قريب ولا بعيد بمحمد ولا يريدون الدخول بصراع مع أحد..
لكن مع موت محمد واندلاع ما يسمى حروب الرده تأجل مشروع نشر الأسلام لفتره حتى يتم القضاء على المرتدين..
ومع أستقرار الأمور بالجزيره العربيه مره أخرى أبتدأ أبو بكر الحملات لبلاد فارس والشام والعراق وكملها من بعد عمر بن الخطاب ..
ومشى عمر على مبدأ
سنه قد سنها الله لرسوله والخليفه من بعده.. أي انه لا يريد أن يخالف محمد وأبوبكر بما كانوا يتمنوه..لكن مثلما قلت قساوه البيئه أثرت على طبائع المسلمين وسلوكهم عند غزوهم للبلاد الاخرى وذلك من خلال فرض الجزيه وهم صاغرون أو الدخول بالأسلام قسرآ لأهل فارس لأنهم ليسوا من اهل الكتاب فلا تحل الجزيه عليهم أو القتل ..
وخير دليل على كلامي هو الوثيقه العمريه المذكوره بكتاب
أحكام أهل الذمه لأبن القيم الجوزيه ويقول فيها عمر عندما أتاه كتاب من عبدالرحمن بن غنم عن مصالحته للنصاري من أهل الشام وعن شروط الخليفه لهذا الصلح:الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم، ولا يؤووا جاسوساً، ولا يكتموا غشاً للمسلمين، ولا يعلّموا أولادهم القرآن، ولا يُظهِروا شِركاً، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا، وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يَظهِروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق...
المصدر: كتاب أهل الذمه لمحمد بن أبي بكر الزرعي الجزء 3 صفحه 1163
وما حفلت فيه كتب الفقه أكثر بكثير من هذه الشروط المجحفه بحق الأديان الثانيه السماويه فما بالكم بالأديان الغير سماويه التي ليس لأتباعها سوى القتل والتشريد والتنكيل...
وبالنهايه أقول لمن يتحدث ليل نهار عن الأسلام وتقبله للأديان الثانيه هذا دليل واحد من مئات الأدله التي تدعوا لألغاء وتحقير الأديان الثانيه
وليس عليكم ألا فتح كتاب واحد من كتب الفقه للتاكد من صحه ما اقوله..